وثائق ويكيليكس تنال من دور مصر الإقليمى

قالت مجلة التايم الأمريكية إن الكشف عن سيل المراسلات الدبلوماسية الأمريكية على موقع ويكيليكس يهدد بتقويض دور مصر كوسيط نزيه بين الفصائل الفلسطينية (الذى أصبح موضع شك بالفعل)، ويحرج الولايات المتحدة مع واحدة من أهم الدول الحليفة لها فى الشرق الأوسط، ويعرّض النظام الحاكم فى مصر لمزيد من الانتقادات فى أعقاب الانتخابات البرلمانية التى أجريت يوم الأحد الماضى، والتى شابها العنف وشهادات عن حدوث تزوير وانتهاكات-بحسب المجلة.

وتابعت "التايم": "بالنسبة للقاهرة، فإن تزامن الانشغال الحالى بالانتخابات مع اليوم الذى تم فيه الكشف عن وثائق ويكيليكس ربما ساعد على إلهاء الرأى العام فى الوقت الحالى، فقد كرّست الصحف المصرية أمس الاثنين، بعض اهتمامها بالتسريبات، لكنها ركزت بشكل أكبر على ما يتعلق بالدول الأخرى وخاصة جيرانها، وليس مصر".


وقالت: "بينما رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية التعليق للمجلة على تأثير هذه الوثائق، مشيراً إلى أنه لم يطلع على تفاصيلها، وأنه موجود حالياً فى ليبيا، إلا أن المحللين يرون أن الكشف عن تفاصيل موقف مصر المتشدد من حماس، إلى جانب تعاونها مع إسرائيل سيعطى دفعة جديدة لجماعة الإخوان المسلمين التى تعانى من خسائر كبيرة فى الانتخابات الأخيرة".


وتنقل الصحيفة عن القيادى الإخوانى عصام العريان قوله "أعتقد أن الأمر الأكثر أهمية هو العلاقة بين هذه الوثائق التى تشرح كل شىء والحملة على الديمقراطية وعلى الإخوان المسلمين.. فإذا كانت هناك ديمقراطية فى مصر، وأصبح الإخوان المسلمون أكثر قوة، فإن هذا قد يهدد هذه العلاقة الجيدة بين مصر والإسرائيليين".


وتضيف التايم أن الأمر الذى يثير قلق الحكومة المصرية بشكل أكبر هو ضربة لمصداقية الدولة كوسيط سلمى فى المنطقة. فعلى مدار سنوات، قدم النظام المصرى نفسه على أنه الجهة الدبلوماسية الوحيد القادرة على حل الانقسام الذى حدث بين الفلسطينيين عام 2007، والذى أدى إلى سيطرة حماس على قطاع غزة، وسيطرة فتح على الضفة الغربية. ويرى الفلسطينيون أن المصالحة حيوية لنجاح أى اتفاق سلام مع إسرائيل، إلا أن الكثيرين يتهمون مصر بأنها وسيط منحاز، ومن ثم فإنها ليست مناسبة لهذه المهمة، ويبدو أن هذه الوثائق السرية قد أثارت الشكوك حول موقف مصر.


ففى إحدى هذه المراسلات المؤرخة بفبراير 2009، قالت السفيرة الأمريكية فى القاهرة مارجريت سكوبى إن مبارك يكره حماس ويعتبرها مثل الإخوان المسلمين.


ويتوقع عماد جاد، الخبير بالشئون الإسرائيلية فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن تستخدم حماس هذه المراسلات لإطلاق حملة ضد الدبلوماسية المصرية، واتهام مصر بلعب دور "تخريبى" فى المصالحة المستمرة، ومن الممكن أن يضروا بدور مصر فى الوساطة.


ونقلت المجلة الأمريكية عن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، فى تصريحات خاصة لها، أنه لا يزال يقيم الوثائق، ولا يمكنه الرد عليها الآن.

0 التعليقات:

وثائق ويكيليكس تنال من دور مصر الإقليمى

| |

قالت مجلة التايم الأمريكية إن الكشف عن سيل المراسلات الدبلوماسية الأمريكية على موقع ويكيليكس يهدد بتقويض دور مصر كوسيط نزيه بين الفصائل الفلسطينية (الذى أصبح موضع شك بالفعل)، ويحرج الولايات المتحدة مع واحدة من أهم الدول الحليفة لها فى الشرق الأوسط، ويعرّض النظام الحاكم فى مصر لمزيد من الانتقادات فى أعقاب الانتخابات البرلمانية التى أجريت يوم الأحد الماضى، والتى شابها العنف وشهادات عن حدوث تزوير وانتهاكات-بحسب المجلة.

وتابعت "التايم": "بالنسبة للقاهرة، فإن تزامن الانشغال الحالى بالانتخابات مع اليوم الذى تم فيه الكشف عن وثائق ويكيليكس ربما ساعد على إلهاء الرأى العام فى الوقت الحالى، فقد كرّست الصحف المصرية أمس الاثنين، بعض اهتمامها بالتسريبات، لكنها ركزت بشكل أكبر على ما يتعلق بالدول الأخرى وخاصة جيرانها، وليس مصر".


وقالت: "بينما رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية التعليق للمجلة على تأثير هذه الوثائق، مشيراً إلى أنه لم يطلع على تفاصيلها، وأنه موجود حالياً فى ليبيا، إلا أن المحللين يرون أن الكشف عن تفاصيل موقف مصر المتشدد من حماس، إلى جانب تعاونها مع إسرائيل سيعطى دفعة جديدة لجماعة الإخوان المسلمين التى تعانى من خسائر كبيرة فى الانتخابات الأخيرة".


وتنقل الصحيفة عن القيادى الإخوانى عصام العريان قوله "أعتقد أن الأمر الأكثر أهمية هو العلاقة بين هذه الوثائق التى تشرح كل شىء والحملة على الديمقراطية وعلى الإخوان المسلمين.. فإذا كانت هناك ديمقراطية فى مصر، وأصبح الإخوان المسلمون أكثر قوة، فإن هذا قد يهدد هذه العلاقة الجيدة بين مصر والإسرائيليين".


وتضيف التايم أن الأمر الذى يثير قلق الحكومة المصرية بشكل أكبر هو ضربة لمصداقية الدولة كوسيط سلمى فى المنطقة. فعلى مدار سنوات، قدم النظام المصرى نفسه على أنه الجهة الدبلوماسية الوحيد القادرة على حل الانقسام الذى حدث بين الفلسطينيين عام 2007، والذى أدى إلى سيطرة حماس على قطاع غزة، وسيطرة فتح على الضفة الغربية. ويرى الفلسطينيون أن المصالحة حيوية لنجاح أى اتفاق سلام مع إسرائيل، إلا أن الكثيرين يتهمون مصر بأنها وسيط منحاز، ومن ثم فإنها ليست مناسبة لهذه المهمة، ويبدو أن هذه الوثائق السرية قد أثارت الشكوك حول موقف مصر.


ففى إحدى هذه المراسلات المؤرخة بفبراير 2009، قالت السفيرة الأمريكية فى القاهرة مارجريت سكوبى إن مبارك يكره حماس ويعتبرها مثل الإخوان المسلمين.


ويتوقع عماد جاد، الخبير بالشئون الإسرائيلية فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن تستخدم حماس هذه المراسلات لإطلاق حملة ضد الدبلوماسية المصرية، واتهام مصر بلعب دور "تخريبى" فى المصالحة المستمرة، ومن الممكن أن يضروا بدور مصر فى الوساطة.


ونقلت المجلة الأمريكية عن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، فى تصريحات خاصة لها، أنه لا يزال يقيم الوثائق، ولا يمكنه الرد عليها الآن.

0 التعليقات:

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting